كتب / صلاح العماري
بقرب دنو شمس الأربعاء الـ 17 من نوفمبر الجاري من المغيب، يُسدل الستار عن دوري الدرجة الأولى للموسم الكروي الرياضي 2020/2021م، بلقاءٍ يجمع وحدة صنعاء وفحمان أبين على ملعب استاد سيئون الأولمبي.
ومع غروب شمس ذلك اليوم، تختتم أندية الدرجة الأولى موسمها الرياضي الذي انتظرته بفارغ الصبر منذ سنوات، خيّم عليها الجمود الكروي بسبب توابع الحرب التي أثرّت على جوانب الحياة كافة.
دوران الكرة من جديد، أعاد الروح للأندية واللاعبين والحكام والإدارات الرياضية، بدأ بزخمٍ إعلامي متوسط، وارتفعت حماسته مع حماسة الأندية واقترابها من المربع الذهبي، فالتهب حماس الجمهور أيضًا من مختلف المحافظات، واتجهت أنظارهم نحو المستديرة، وتحديداً صوب سيئون الطويلة وعتق الشامخة، اللتين احتضنتا هذا الحدث الكروي المهم.
ان نجاح الدوري بشكله الحالي، يأتي تتويجاً للدوري الاستثنائي الذي أقامه اتحاد الكرة، العام الماضي بسيئون، ويحتل أهميته في أنه حرّك المياه الراكدة، وأعاد عجلة النشاط للاعبين والأندية والجمهور الرياضي التوّاق للنشاط الرياضي، ومن شأنه أن يوفّر لاعبين للمنتخبات الوطنية على قدرٍ متوسط من الاستمرارية، وتقديم وجوه جديدة بمواصفات مهارية في مختلف مراكز اللعب، كما يفسح المجال للكفاءات التحكيمية والتدريبية بممارسة هوايتهم المفضلة والكشف عن مكنونات إبداعهم.
لفت نظري حديث عابر لمدرب وطني شاب يقول : "توقّف الدوري لسنوات وانا في عزّ عطائي التدريبي، فضاعت علي فرصة التعريف بقدراتي التدريبية"، وهكذا الحال بالنسبة للحكام واللاعبين، لكن أن تأتي متأخرًا خيرًا من أن لا تأتي، فهل يموت كل جميل بسبب واقعنا الحالي؟.
ان من جميل نتاجات الدوري، أن نرَ حجم الاهتمام الشعبي اسبوعيًا بنتائج الدوري، عبر مواقع التواصل، والأجمل بروز فريق فحمان وبلوغه النهائي، ما أثار اشادة الجمهور والمتابعين، وهكذا هي كرة القدم، جميلة في توقعاتها وحساباتها التي لا تعرف المستحيل.
ولعل الأهم من ذلك أن يُقام الدوري في وضع كهذا تعيش فيه البلد مآسي الحرب وغياب الخدمات وغلاء المعيشة، ويتجاوز نجوم الكرة مئات الكيلومترات، ليسهموا في الترويح عن جمهورهم المحب للرياضة، ويحظوا بإستقبال المحبّين في سيئون وعتق، ليطلقوا رسالتهم الى العالم أن الرياضة شأنٌ آخر، إنها شيء جميل، يوحّد ولا يفرّق، وأن في الحياة فُسحة، ما دام الأمل موجود.
الأربعاء، ينتهي الدوري، بإشادة للتنظيم بدءً من اللجان المنظمّة، ولجان المسابقات، واللجان الإعلامية، والسلطات المحلية في وادي حضرموت ومحافظة شبوة، والزملاء الإعلاميين كافة في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقرؤة ومواقع السوشل ميديا وجمهورنا الرائع.
وبات على الجهات ذات العلاقة الإنصات بتمعّن للتقارير المرفوعة من مختلف اللجان، والعمل على تطوير جوانب الايجاب فيها، والنأي عن جوانب السلب، وتحديد أوقات المنافسات القادمة مبكرًا ومواقع اقامتها، فعجلة القطار بدأت بالدوران، ووقت الاستمرار قد حان، لنبدأ من حيث ينتهي الوحدة وفحمان، فليس هناك متسع لكان ياما كان!.