عبدالباسط القاعدي

تنطلق فعاليات دوري كرة القدم التي ينظمها الإتحاد اليمني لكرة القدم بمشاركة مختلف الأندية وسط ترحيب شعبي واسع واهتمام عريض.

إن الدوري اليوم لا يعد فعالية رياضية وحسب بل هو نشاط وطني من طراز فريد في ظل حالة التشظي والإنقسام التي تعيشها البلد، وهو بصيص الأمل ونقطة الضوء الوحيدة في هذا النفق المظلم الذي حشرت فيه بلادنا بما يمثله من حالة اجماع نحن في امس الحاجة اليه.

تلتقي أندية صنعاء بأندية عدن وتختلط أندية حضرموت بأندية إب وتجتمع أندية الحديدة بأندية أبين راسمة لوحة وطنية يعجز الفنانون عن حياكتها، يتبارون بروح رياضية إيجابية تسري في الجماهير المشجعة من كل المحافظات اليمنية صانعة لحظة أمل تبعثر حالة البؤس والخيبة التي تحيط بنا من كل جانب.

تنجح الرياضة فيما فشلت فيه السياسة، فهي قادرة على توحيد القلوب ولفت الإنتباه وجمع الفرقاء وتفريغ الطاقات بدون دماء ولا ضحايا، ويتجاوز الرياضيون حسابات السياسيين بل وينسفونها، فيلتقي المتنافسون في الملاعب وعلى المدرجات وأمام الشاشات توحدهم المنتخبات والأندية رغم مشاربهم السياسية المختلفة وربما المتحاربة.

لقد تمكنت الحرب طيلة السنوات الماضية من تقسيم المقسم ونالت من كل شيء جميل في حياتنا، وفي ظل هذا الواقع الذي يسوده الإنقسام والخلاف نجح الاتحاد اليمني لكرة القدم في الحفاظ على كينونته موحدة ومتماسكة وأبعد النشاط الكروي عن حالة التجاذبات السياسية ولم يغب المنتخب الوطني الأول ومنتخب الشباب ومنتخب الناشئين عن المشاركات في الأنشطة الكروية الخارجية وهذا نجاح في حد ذاته وقد حققت الثلاثة المنتخبات إنجازات التأهل إلى النهائيات الآسيوية والمنتخب الأول حقق التأهل الأول له إلى النهائيات في ظل بلد يعيش حالة احتراب طاحنة منذ سبع سنوات.

يحرص الإتحاد اليمني لكرة القدم على تشجيع ودعم الأندية واستمرار النشاط الكروي باعتبار ذلك واجب تمليه المصلحة الوطنية وتقدم قيادة الاتحاد في سبيل ذلك الدعم السخي بشكل شخصي، ففي ظل غياب الدولة وعجزها عن توفير الدعم والإلتزام بتوفير الموازنة السنوية للإتحاد تسد قيادة الإتحاد هذا العجز والفراغ وتقدم التمويل اللازم لاستمرار الدوريات الداخلية وضمان المشاركة في الفعاليات والانشطة الكروية على المستوى الخارجي.

وهنا ارفع القبعة لمايسترو كرة القدم اليمنية والداعم الاول لها الشيخ احمد صالح العيسي رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم الذي لا يألوا جهدا في رعاية المنتخبات وتقديم الدعم للاندية والاهتمام بالرياضيين وتكريمهم، وفي ظل انشغالاته يولي الدوري الحالي اهتمام خاص ويشرف على تفاصيله ويحرص على نجاحه ويوفر كل الدعم في سبيل ذلك.

أمنياتي للدوري بالنجاح وتحقيق الإبهار المنشود وإعادة الابتسامة التي سرقتها الحرب إلى وجوه اليمنيين.

المقالات